دكتوره اسراء سمير تكتب عن: دور التنميه في رعايه اصحاب الهمم

شهدت مصر فى الآونة الأخيرة، خاصة فى السنوات الماضية، تقدما ملحوظا فى مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوى الهمم، نتيجة للإرادة السياسية الداعمة والمساندة التى سعت إلى خلق مساحة ومناخ ملائم لتضافر جهود كل شرائح المجتمع من مؤسسات أكاديمية وتشريعية وغير ذلك، لدعم أصحاب الهمم والقدرات الخاصة، اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة يصادف 3 ديسمبر من كل عام، وهو يوم عالمى خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوى الإعاقة، يهدف إلى زيادة فهم قضايا الإعاقة والعمل على حلها لأصحابها، ولا يمكن التحدث هذا العام عن هذا اليوم المميز، دون أن نستعرض أهم الإنجازات التى تحققت لتلك الفئة على مدار السنوات الأخيرة، بعد سنوات مضت عانى فيها ذو الاحتياجات الخاصة من الإقصاء والتهميش، لتأتى 30 يونيو كتصحيح مسار لكثير من الملفات، ويبدأ معها عصر جديد من الاهتمام والتمكين للأشخاص ذوى الهمم.

انطلاقا من اتفاق معظم الباحثين على العلاقة الموجبة الطردية بين التعليم والتنمية المستدامة وأن التعليم وسيلة لا يمكن إغفالها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، جاء البحث الحالي بهدف الكشف عن دور التنمية المستدامة في دعم العملية التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة من وجهة نظر معلمات التربية الخاصة والطالبات المعلمات في ضوء بعض المتغيرات. وتكونت عينة الدراسة من (42) معلمة و(35) طالبة معلمة. تم استخدام مقياس "دور التنمية المستدامة في التغلب عل الصعوبات التعلمية"، إعداد صبح (2015)، والمكون من (40) فقرة موزعة على أربع مجالات. أظهرت نتائج البحث أن للتنمية المستدامة دورا كبيرا في دعم العملية التعليمية للطلاب ذوي الإعاقة من وجهة نظر معلماتهم، وأن لها دورا كبيرا جدا في دعم العملية التعليمية لهؤلاء الطلاب من وجهة نظر الطالبات المعلمات. كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات معلمات التربية الخاصة تعزى لمتغير سنوات الخبرة، وعمر المعلمة، والمؤهل العلمي. بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات الطالبات المعلمات تعزى لمتغير التخصص الدقيق لصالح تخصص الإعاقة الفكرية. كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء المعلمات والطالبات المعلمات لصالح الطالبات المعلمات. كما أوصت الباحثتان بعقد اجتماعات دورية بين معلمات التربية الخاصة وخبراء التنمية المستدامة من أجل الحصول على الاستشارات والتدريب

وأكدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية على أن هذه الفئة تأتى فى مقدمة محددات برامج وخطط التنمية وذوى الاحتياجات الخاصة، هم شريحة كبيرة من المجتمع المصرى، يوجد بينهم العديد من النماذج المتميزة علميا ورياضيا وفى مختلف المجالات. كما أن الدولة تنظر إليهم باعتبارهم جزءا رئيسا من قوة العمل، ومكونا مهما للثروة البشرية الهائلة التى يتمتع بها المجتمع وتسعى الدولة لتعظيم الاستفادة منها فى إطار التوجه الأوسع بالاستثمار فى البشر، مضيفة أن الدستور المصرى كفل مجموعة من الحقوق لذوى الاحتياجات الخاصة، كما أن الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، «رؤية مصر 2030»، تضمنت عددا من السياسات التنموية لهذه الفئة، وكانت الوزارة قد أعلنت الخطة الاستثمارية الموجهة لذوى الاحتياجات الخاصة خلال عامى «2019-2020» و«2020-2021»،

إلى أن الهدف الثالث من استراتيجية العدالة الاجتماعية، وهو «تحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية» يختص بالتمييز الإيجابى لصالح الفئات المهمشة، التى منها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، وتم توجيه استثمارات عامة لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة تقدر بمليار جنيه

التوعية بالإعاقة»

اختتم المعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية البرنامج التدريبى «التوعية بالإعاقة» الذى نفذه المعهد بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولى «GIZ»، والمنعقد فى إطار مشروع تعزيز المبادرات الإصلاحية بالجهاز الإدارى للدولة، على دفعتين خلال شهر أكتوبر الماضى. ويهدف البرنامج التدريبى إلى تناول نموذج فهم الإعاقة والتنسيق الدولى للإعاقة والصحة وأنواع الإعاقات وخصائصها ومعوقات المشاركة وآداب التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة، وشارك مجموعة من المتدربين فى الدفعة الأولى للبرنامج من 7 جهات هى وزارات التربية والتعليم، الزراعة، الصحة، الطيران المدنى، الإنتاج الحربي، التموين، والمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة، والدفعة الثانية شارك فيها متدربون من ست جهات هى وزارات الثقافة، البيئة، التعليم العالى، وجهاز حماية المستهلك، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتناول البرنامج استعراض عدة موضوعات تمثلت فى نموذج فهم الإعاقة والتصنيف الدولى للوظيفة، والإعاقة والصحة ICF، وما هى الإعاقة؟ وكيف ننظر إليها، وإحصاء الإعاقة فى مصر، إلى جانب دراسة حالة عن تعريف الإعاقة والتناقش حولها، وشرح النموذج الطبى والاجتماعى للإعاقة، وأنواع الإعاقات المختلفة وخصائصها، وآداب التعامل مع الأشخاص ذوى الإعاقة، كما تضمن البرنامج التدريبى لقاءات مع أشخاص من ذوى الإعاقة، وقد ضمت وزارة التخطيط مكاتب التأهيل الاجتماعى ومراكز التأهيل الشامل لذوى الاحتياجات الخاصة ضمن الجهات المرشحة لجائزة مصر للتميز الحكومى.