حكايات عن وحش الشاشة فريد شوقي .. تزوج وعمره 18 عامًا وأحب هدى سلطان ومعجبة خطفت قلبه

فريد شوقى

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

ولد الفنان فريد شوقي في حي البغالة بالقاهرة في ٣٠ يونيو عام ١٩٢٠، وأصله تركي نسبة لأبيه ووالدته مصرية، وقد نشأ شوقي في حي الحلمية الجديدة حيث اجتمعت أسرته فيها، وأنتج الأفلام السينمائية المصرية وكتب السيناريو والحوار لأكثر من أربعمائة فيلم، وقد عمل في مجال الفن لمدة امتدت لأكثر من خمسين عامًا.

:

فريد تزوج خمس مرات، وأنجب خمس بنات، من 3 زيجات: ابنته منى من زينب عبدالهادي، وله "ناهد" و"مها" من الفنانة هدى سلطان، أما "رانيا" و"عبير" فمن آخر زوجاته سهير ترك.

زينب عبدالهادي كانت زوجته الثانية ووقع في غرامها عندما وقفت أمامه في أحد العروض المسرحية عن رواية "نهر الجنون" لتوفيق الحكيم، ولكنها لم تبادله في البداية حبًا بحب، فهددها بالانتحار وصدقته وتزوجا، لكنها كانت شديدة الغيرة عليه، وترفض أن يستقيل من وظيفته ويتفرغ للفن، وهو ما جعله يستمر في عمله كمهندس بمصلحة الأملاك لمدة 8 سنوات، والعمل في الفن بروح الهواية، وفي النهاية قرر الانفصال عنها.

كان لفريد زواجًا عرفيًا من راقصة تُدعى سنية شوقي، بحسب الكتاب، تركها بناءً على نصيحة الفنان يوسف وهبي بسبب غيرتها الشديدة عليه من المعجبات.

التقى بالفنانة هدى سلطان في فيلم "حكم القوي"، وشعر بميل كبير نحوها، لدرجة أنه كان يكتب لها خطابات ويضعها أسفل باب غرفتها في الاستوديو، إلا أنها لم تكن تحب أن يتحدث أحدًا عن سمعتها، فكانت ترفض أن يتحدث معها وكذلك ترفض عرضه المتكرر أن يوصلها لبيتها بسيارته.

:

 

تزوج فريد وهدى وعاش حياة ناجحة على المستوى الشخصي والفني، وأنجبا طفلتين، وتعاونا في عدة أفلام سينمائية، جعلتهما من أشهر الثنائيات في السينما المصرية، لكن سفره للعمل في لبنان وتركيا، كان سببًا في تغيير شكل علاقتهما إلى جانب ما وصفه فريد بالشائعات عن علاقاته النسائية، وأصرت وقتها هدى على الانفصال.

رغم الانفصال الذي لم يكن يريده فريد، استطاعا تجاوز الفترة الأولى، وأصبحا يتعاملان بود واحترام، وعنها قال "الحقيقة أنها فنانة عظيمة، وموهوبة، ممتازة، لو انها اعتنت بصوتها بما فيه الكفاية لأصبحت من أعظم الأصوات في مصر".

زيجته الأخيرة والتي استمرت حتى وفاته كانت من سهير ترك، الشابة التي تعرف عليها أثناء تقديمه مسرحية "الدلوعة" عام 1968، ودخلت لتلقي التحية عليه كمعجبة، وتحدثت معه عن إعجابها بأعماله، ولمس اهتمامها به إذا كانت تعرف معظم أعماله، علاقتهما بعد هذا اللقاء استمرت لحرصها على أن تهاتفه بعد كل فيلم له، وتتحدث عما شاهدته ورأيها فيه، وعرض عليها الزواج بعدما خطفت قلبه عام 1970.

:

ويعتبر وحش الشاشة فريد شوقي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم مواقف طريفة، ومن بين هذه الحكايات ما روته الفنانة القديرة نادية لطفى في إحدى حواراتها النادرة حيث تحدثت عن أحد المواقف التى جمعتها بوحش الشاشة فى رمضان.

حيث قالت أنهم كانوا يصورون فيلمًا فى قرية بالوجه البحرى ووافق ذلك شهر رمضان، وفى أحد الأيام وبعد إنتهاء التصوير استعدوا لمغادرة القرية قبل الإفطار وذلك بقافلة السيارات التى تجمع العاملين بالفيلم، وقبل إنطلاق السيارات جاء شاب مسرعًا يحمل سلة ويسأل عن وحش الشاشة فريد شوقى، وعندما وجده أعطاه السلة مؤكدًا أن سيدة من أهل القرية تبعث له بهذه الهدية.

وأضافت نادية لطفى إلى أنها هى وفريد شوقى والمخرج نيازى مصطفى ومساعد المخرج كانوا يركبون سيارة واحدة، وطلبوا من وحش الشاشة أن يطلعهم على ما أرسلت به السيدة فى السلة ولكنه رفض مؤكدًا أنه لن يفتحها إلا وقت الإفطار، وأنه وزع كل ما كان معه من طعام على المفطرين قبل المغرب معتمدًا على ما تحمله السلة من خيرات.

:

وتابعت أن عندما انطلق مدفع الإفطار فرك فريد كفيه متحمسًا وبدأ يخرج مافى السلة، ولكنه كاد يغمى عليه عندما وجد أنها تمتلئ بعدد من كيزان الذرة، ولم يجد ما يفطر به وتحمل الجوع حتى وصل إلي القاهرة فى التاسعة مساءً، وطوال الطريق ظل يضرب كفًا علي كف ويقول نادمًا: "كان معايا الأكل إيه اللى خلانى أوزعه واستنى اللى فى السلة، أهه طلع نقبى على شونة"، وضحك الجميع على ما حدث لوحش الشاشة.

حلق الفنان فريد شوقي في سماء النجومية بين المسرح والسينما والدراما حيث شارك في أكثر من ٣٢٠ فيلم سينمائي، وأشترك بأكثر من ثمانية عشر مسرحية، كما أشترك بأكثر من اثني عشر مسلسل تليفزيوني.

وخلال مسيرته الفنية حصد العديد من الجوائز والتكريمات حيث نال جائزة وسام الفنون الذي تم تسليمه إياها من قبل الرئيس المصري جمال عبد الناصر ونال أكثر من اثنين وتسعين جائزة، وتوفي الفنان فريد شوقي لتعرضه لإلتهاب رئوي حاد لازمه لمدة تتجاوز العامين وكان السبب لمرضه هو تدخين السجائر بكثرة وذلك قبل إصابته بالمرض وتوفي على إثرها عن عمر ناهز السبعة وسبعين عامًا في ٢٧ يونيو عام ١٩٩٨.