كتب : ياسمين محمد
بعضنا لا يتوقف عقله عن التفكير، وتتراوح أفكاره بين القلق من المستقبل والندم على ما فات، وهو ما يطلق عليه التفكير الزائد، فإن كان الأشخاص يراجعون حياتهم من حين لآخر ويتدبرونها، فإن المواقف في عقل صاحب التفكير الزائد لا تتوقف، وهو ما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة على صحة العقل والجسد.
أسباب التفكير الزائد
تكوين الشخصية:
تكوين الشخصية يلعب دوراً كبيراً في أنماط التفكير ومواجهة المواقف الراهنة والماضية أو التخطيط للمستقبل، فالشخصية التي تتمتع بقدر من الاستقلالية في القرار تواجه صعوبات أقل في ضبط عملية الاجترار الذهني أو التفكير الزائد، فيما يواجه الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية غير مستقرة وغير مستقلة صعوبة أكبر في إنهاء حلقة التفكير المفرط.
مشاكل احترام وتقدير الذات:
يعتبر احترام وتقدير الذات عاملاً حاسماً في اتخاذ القرارات ومعالجة المواقف المختلفة، وفي حالات تدني احترام الذات غالباً ما يكون اجترار الأفكار نتيجة مباشرة لانخفاض الثقة بالنفس.
الخوف من تكرار تجارب سيئة:
إعادة رسم السيناريوهات قد يكون نتيجة حتمية للمرور بتجارب غير مرضية، فقد يعاني الرجل بعد الطلاق والانفصال من التفكير المفرط والزائد بخياراته الجديدة ومستقبله العائلي والعاطفي، وكذلك المرأة.
التجارب الصادمة:
التجارب الصادمة لا تشكّل فقط خوفاً من تكرارها، ولكن تخلق أنماطاً جديدة من التفكير ناتجة عن الآثار النفسية للصدمة، فالتعرض لتجربة صادمة مثل الخيانة الزوجية قد يجعل لدى الفرد حالة مزمنة من القلق وعدم القدرة على ترتيب الأفكار، تقوده لدوامة التفكير الزائد والاجترار، والتفكير بالاحتمالات التي كان يمكن أن تمنع مثل هذه التجربة، أو كيفية تجنبها في المستقبل... إلخ.
بعض الاضطرابات والمشاكل النفسية:
على رأسها الاضطرابات التي تنتج عن أو تؤدي إلى تدني احترام الذات مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب القلق العام، واضطراب الشخصية التجنبية أو الانهزامية. إضافة لاضطرابات الهوس والوسواس مثل هوس الموت وجنون الارتياب.
نصائح للتخلص من كثرة التفكير:
وقدمت استشارى الطب النفسى، بعض النصائح الهامة للتخلص من كثرة التفكير والقلق وتشوش المخ، ومنها:
1- عليك التخلص من التفكير بشكل سلبى.
2- اقضى وقتك فى القيام بأشياء مفيدة لك ولعقلك، كالقراءة والكتابة وسماع الموسيقى، وممارسة الرياضة، فهذا سيساعدك على التخلص من التفكير غير البناء.
3- عليك إخراج كل ما فى داخلك سواء كان سلبياً أو إيجابياً، عن طريق الكتابة، فبهذه الطريقة أنت تُخرج كل ما هو سلبى فى حياتك.
4- عند تخلصك من الإفراط فى التفكير والقلق، فيمكنك أن تأخذ القرارات الصحيحة واللازمة لتصحيح مسار حياتك، وهو ما يزيد من ثقتك بنفسك ويخلصك من القلق والتوتر.
الاضطرابات الناتجة عن التفكير الزائد
فقر الكلام (أيضا يسمى ألوجيا):
نقص في محتوى الكلام مقارنة بمستوى المعلومات التي نتوقع توافرها لدى الفرد العادي، ففي محادثة غير رسمية .
انقطاع الأفكار:
انقطاع تواصل الكلام قبل وصول الهدف منه، بعد انقطاع الأفكار، لا يستطيع المتحدث تذكر موضوع الحديث الذي كان أو كانت تناقشه. قد يعتبر عرض انقطاع الأفكار علامة شائعة لمرض الفصام.
الإطناب:
الكلام الذي يحوي مستوى عالٍ جدًا من الإسهاب ويتأخر بشكل كبير في الوصول للهدف المرجو. الكلام عن العديد من المفاهيم المتعلقة بمحور المحادثة قبل العودة في النهاية له مرة أخرى والوصول للنتيجة.
التلاحن:
أصوات تظهر لتنظم الكلمات أو المواضيع بدلاً من المعاني التي تربط الكلمات ببعضها. بإفراط في القافية، والجناس.
جنوح التفكير (وكذلك التفكير المهلهل والتذبذب):
خروج الأفكار عن مسار الموضوع لموضوع آخر ذي صلة بمحور الحوار أو لا وبشكل غير مباشر.
الكلام المشتت:
في منتصف الكلام، يتم تغيير الموضوع نتيجة دخول عامل محفز.
التكرار الصدوي:
تكرار كلام أحد الأشخاص أو كلام الناس بشكل يشبه الصدى لمرة واحدة، أو بشكل مستمر. وقد يكون التكرار لبعض الكلمات الأخيرة أو للكلمة الأخيرة فقط من الجمل التي يقولها من يقوم بالاختبار. وقد يكون هذا من أعراض متلازمة توريت.
التفاعل المراوغ:
محاولة التعبير عن أفكار و/أو مشاعر عن شخص آخر وتتسم بالمراوغة أو بالشكل الركيك.
هروب الأفكار:
تسلسل من الأفكار المهلهلة أو انحراف التفكير المفاجيء حيث ينتقل المتحدث بسرعة من فكرة إلى أخرى لا تتعلق بمحور الحوار. فبالنسبة للمستمع، الأفكار تبدو غير مترابطة مع بعضها ولا يبدو أنها تتكرر.
اللامنطقية:
الاستنتاجات التي يتم التوصل إليها لا تتبع المنطق (عدم توافر الاستدلالات والنتائج الخاطئة).
عدم الاتساق (كلام مُختلط):
الكلام غير المفهوم لأنه، على الرغم من أن كلمات الشخص عبارة عن كلمات حقيقية، إلا أن الأسلوب الذي يربط به بينها ينتج عنه رطانة مهلهلة.
فقدالهدف:
الفشل في مواصلة تسلسل الأفكار للوصول إلى استنتاج معقول.
ألفاظ جديدة مستحدث (لغة):
تراكيب من الكلمات الجديدة.. وهذه أيضا قد تشتمل على حالات ترخيم لكلمتين لهما معنيان أو صوتان متشابهان.
المثابرة التكرارية:
التكرار المتواصل لكلمات أو أفكار.
خطل التسمية الصوتي:
خطأ لفظي؛ حيث تكون المقاطع خارج التسلسل.
ضغط الكلام:
المبالغة في كثرة الكلام بشكل عفوي مقارنة بالمستوى الطبيعي. وقد يشتمل هذا أيضا على زيادة في معدل الكلام.
المرجعية الذاتية:
المريض دائمًا ما يشير إلى نفسه مرارًا وتكرارًا وبغير مناسبة.
خطل التسمية الدلالية:
استبدال لفظة غير لائقة.
الكلام المتكلف:
كلام متكلف ورسمي بشكل مفرط.
التماسية:
إجابة الأسئلة بطريقة غير مباشرة أو عرضية أو لا صلة لها بالموضوع.
تقريب الكلمات:
استخدام الكلمات القديمة بطريقة جديدة وغير تقليدية.