أسرار ورجال في حياة "فراشة الشاشة".. سامية جمال وتفاصيل علاقتها بالملك فاروق

 سامية جمال

 

بدأت زينب خليل إبراهيم محفوظ الشهيرة" بسامية جمال" حياتها الفنية راقصة في فرقة بديعة مصابنى حيث كانت تشارك فى التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي مطلع الاربعينات بدأت بالعمل فى مجال السينما من خلال افلام عبد الوهاب، حيث ظهرت كاكومبارس صامت في اغنية “انسى الدنيا وريح بالك” من فيلم “رصاصة في القلب” عام 1942، ثم ظهرت في اول بطولة في فيلم “أحمر شفايف” مع نجيب الريحاني، شكلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان فريد الأطرش فى عدة أفلام وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها. وخلال مسيرتها الكبيرة طاردتها العديد من الشائعات حول علاقتها الغرامية من عدد كبير من كبار الفنانين، نطالع عدد منها في التقرير التالي.


سامية جمال والملك فاروق

:

ووفقا لما ذكره الكاتب فتحي العشري، فى كتابه “سينما نعم سينما لا”، فإن الفنانة سامية جمال، كانت ثانى الفنانات فى حياة الملك فاروق ورغم أنها لم يكن لها أى دور سياسى فيما عدا محاولتها الفاشلة للجلوس على عرش مصر”، فى إشارة منه إلى العلاقة التى دارت بين الفنانة الراحلة وملك البلاد، وطموحها للزوج منه، لتكون ملكة مصر.

كما قال السيد سامى شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر الشخصى للمعلومات، فى كتابه “سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر ج1″، أن الملك فاروق كان يقيم العديد من الحفلات الماجنة، وتمايل السكارى من الحضور، ومن هذه الحفلات حفل أقيم بقصر محمد على بشبرا، ورقصت الراقصة سامية جمال، وتمت فيه مهازل يأبى اللسان على النطق بها والقلم على أن يسطرها، بحسب وصف "شرف".

أما الكاتب الكبير أنيس منصور، فأكد فى كتابه “معنى الكلام” بأن الملك فاروق نسبت له الصحافة الكثير من القصص الغرامية، منها مع الفنانة كاميليا، و سامية جمال وايضا تحية كاريوكا، سأل عنها ووجد إنها مبالغات، فمثلا سأل الفنانة سامية جمال، فأقسمت له على المصحف أنه لم يكن لها علاقة بالملك.

 سامية جمال وفريد الأطرش

:

عندما بدأت العمل فى مجال السينما مطلع الاربعينات شكلت ثنائيًا ناجحًا مع الفنان فريد الأطرش فى عدة أفلام، وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال سته أفلام اشهرها (عفريتة هانم) هام 1949.

 ذكرت بعض الصحف فى ذلك الوقت امورا كثيرة حول هذه العلاقة منها ما يصل الى حد الإشاعات، ولكن المؤكد وجود قصة حب كبيرة جمعت بين النجمين الكبيرين فى تلك الفترة، ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج من سامية وضع حدًا لهذه العلاقة، منهم من قال انه كان بسبب تهديدات الملك فاروق له، ومنهم من قال برفض عائلة فريد والذي يعد أميرا في منطقة الدروز الاقتران بمصرية من اصول ريفية تزوجت سامية مطلع الخمسينات من متعهد حفلات أمريكي جاء من بلاده خصيصا ليتزوجها وسافرت معه لتعيش في تكساس لفترة، بينما ظل فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته.

سامية جمال وعبد الله كينج

:

تزوجت سامية من شاب أمريكي يدعى “شيبرد الله كينج” كان شديد الثراء، تعلق بها مما جعله لا يتردد في إشهار إسلامه وليصبح “عبد الله كينج ” وعقد قرانه عليها في مصر، واصطحابها معه إلي ولاية تكساس الأمريكية عام 1951 لقضاء شهر العسل، وهنا أقنعها بالعمل والرقص على خشبة المسارح الأمريكية وقدمها في عروض امتدت في عديد من الولايات.
ورحبت سامية والتي كانت راقصة مصر الرسمية في ذلك الوقت، فقد كان الرقص هو متنفسها الوحيد في بلاد الغربة، وبالفعل قامت بالرقص في هذه الولايات وكونت من خلاله أموالا كثيرة، ونشرت لها مؤخرا مجلة LIFE الامريكية صورا جميلة تعود الى عام 1952 وتؤرخ لنشاطها الفني هناك، نشرتها عديد من المواقع الفنية. ولكن في نهاية الرحلة وبعد حوالي عامين من الرقص والشهرة في بلاد العم سام، ظهر زوجها متعهد الحفلات الأمريكي على حقيقته ليستولي على أموالها وترجع إلى القاهرة مفلسة  عام 1953

 سامية جمال وبليغ حمدي

:

تحدثت سامية في مقابلة مع مجلة “الكواكب” مطلع الستينات قالت فيها إنها بعد عودتها من امريكا كانت تقطع مع نفسها عهدا، وهو عدم الزواج من أي شخص والتركيز في الفن فقط، ولكن بعد لقاء حدث لها مع الموسيقار بليغ حمدي في ستوديو مصر أثناء تصوير فيلمها “كل دقة في قلبي” مع الموسيقار محمد فوزي تغير الأمر، حيث بدأ التعارف بينهما عن طريق صديقة مشتركة لهما وهي زوجة المطرب أحمد فؤاد. بعدها بدأت اللقاءات تتكرر، وكانت سامية تدعوه الى منزلها برفقة بعض الاصدقاء، ومن ثم بدأت تقوى علاقة الصداقة بين سامية وبليغ. 

تابعت سامية إنها فوجئت بصديقتها تقول لها أنتشار كلام عن قصة حب سامية وبليغ ستتوج بالزواج، مما جعل سامية جمال تغضب بشدة وتتصل ببليغ والذي أقسم لها إنه ليس له علاقة بهذه الشائعات، وانه على استعداد فعلا للزواج منها لأنه يحبها، وفي حفل امام بعض الأصدقاء طلب بليغ يدها في مشهد رومانسي حالم وعبر لها عن حبه امام الجميع، ففرحت سامية ووافقت على الزواج، وفي يوم 29 يونيو عام 1959 تمت خطبتهما ولكنها ايضا لم تستمر طويلاً.

ويقال ان سبب ذلك هو طلب بليغ من سامية ان تعتزل الفن وتتفرغ لحياتها، ولكنها رفضت وعندما حدثها عما بينهما من حب، فقالت له سامية “حب ايه اللي انت جاي تقول عليه”(!!) فذهب ليشكو مابه للشاعر عبد الوهاب محمد فكتب له قصيدة تحمل نفس الأسم، لحنها بليغ وتغنت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم عام 1960.

سامية جمال ورشدي أباظة

:

وعقب فيلم الرجل الثاني عام 1962 تزوجت سامية من الفنان رشدي أباظة والذي كان اشهر زواجا فنيا في ذلك الفترة دام لأكثر من 17 عاما شاركها البطولة في عديد من الأفلام كما شاركها حياتها في المنزل، اعتنت ببنته الوحيدة “قسمت” وكانت بمثابة ام ثانية لها، ولكن في نهاية السبعينات تعرض رشدي للعديد من المشاكل، وصار لا يكف عن معاقرة الخمر التى زادت من عصبيته.

وتحكي سامية انها كثيرا ما تغاضت عن نزواته الصغيرة، لكنها اصرت ان يكف عن الخمر. تارة بالنقاش وتارة بالتهديد، فصرخ فيها: “أنا عشت طول حياتى حر وهاموت حر.. ومش ها سمح لحد أن يتحكم فيا” ولما فشل النقاش طلبت الطلاق الذي حدث بالفعل عام 1979.

الاشاعات وسوابق سامية جمال 

:

بحسب ما ذكرت بوابة “أخبار اليوم” إن الفنانة سامية جمال استيقظت ذات يوم على شائعة سخيفة منشورة في أحد الصحف بأنها لديها ثلاث سوابق، وقد انزعجت كثيرا قررت ان ترد على هذا الأمر بشكل قاطع!.. فقامت بالذهاب فورا إلى قسم الشرطة وقدمت طلب لاستخراج (الفيش) أو صحيفة السوابق الخاصة بها، وعقب استلامها ذهبت إلى مجلة “أخر ساعة” لكي تنشرها وتظهر للناس حقيقة الأمر طبقا للواقع.

كما يحكي لنا الكاتب الراحل أنيس منصور، في كتابه الممتع “200 يوم حول العالم”، عن انتشار شائعة اخرى بأن الحكومة الإندونسية منعت أفلام سامية جمال من العرض داخل اندونيسيا، ولكنه في زيارته لجاكرتا علم أن الأمر غير صحيح، وأن الرقابة فى إندونسيا كانت تحذف الرقصات فقط ن الأفلام المصرية التي تعرض هناك، بدعوى أن ظهور هذه الرقصات يصدم الشعور العام، فالناس في اندونيسيا في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن كل ما تصدره مصر هو أفلام دينية وتفسيرات لكتاب الله فقط، وأن الجمهور لا يجب أن يخلط بين اولئك الراقصات (الغانيات على حد تعبيره) وبين آيات الله وأحاديث رسوله، وعلق منصور على الأمر قائلا “إلا إذا كان الغرض من ظهورهن هو بيان الطريق اللذيذ الذى يؤدى إلى جهنم وبئس المصير”.
وفي ديسمبر عام 1994، توفيت سامية جمال، لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت من ستة أيام في مستشفى مصر الدولي في القاهرة.