علمني طفلي.. بقلم أروى الشريف

قبل أن أتزوج .. كنت أضع خطط و معايير لاختيار شكل حياتي مع اطفالي و أسس للتعامل .

 بعيدًا عن كوني سعيدة بدور العمة و الخالة و أطفال جاهزة أعشقهم بلا حدود ولا يرهقني سهر معهم أو غيره من مسؤوليات الامهات .
و بعد أن أصبحت أم لطفلين اكتشفت انني لازلت في داخلي أحاول الحصول على ما أحبه من خلالهم و اكافح للسير في خطوط متوازيه مع ما قررته وما كنت أريد أن أكونه وأحصل عليه لذاتي وكنت أحلم به من قبل لكن بما يناسب واقعي .

برغم اني أهملت نفسي كثيرًا و كنت واعية لذلك ولكنني فقط لا أملك طاقة و رفاهية أن اعتنى بجميعنا فاضع احتياجاتهم في المقدمة وليس لي رفاهيه أن أكتئب.. قوة تحملي لمسؤوليه الطفل المسكين الذي لا يعي ووأنا جلبته فقط لأكون أم و أحقق نجاح آخر .

صدمتني بشده .

 أنانية تفكيري جعلتني أقرر إعادة ترتيب أفكاري لأحسن تربية ابنائي .

أغلبنا كاهل نربيهم بأنانيه .. لاحظت أمهات تغير العديد من الحضانات و المدارس مثلا لإنبهارها بأنشطة أو شكل المكان وامكانياته مع أن الطفل في غاية السعادة و الأمان في مكانه السابق .

مع أصدقاء تعلم أسمائهم بالكاد .. ليغير كل شيء ..و اجبار على نطق كلمات محدده لتكون مامي لا ماما .. الام الايقونه .. هي من تحاول الفصل بين تفضيلاتها و أهوائها و سعادة طفلها و استعداده الحقيقي .

لا ضغط في لعب رياضة محددة و الطفل يكرهها و غير معد عقليا لمدرسة محددة أو لا يحب ألوان أو أكلات معينة تفرضها عليه لتحقق و تواكب المحيط .

 يجب أن ننتبه أننا لا بجب أن نعيش بالنيابة عنهم الايام تمر سريعا وسيخلق لدينا مراهق و مراهقة مسيرين من أصدقائهم او في قمه التمرد و العناد لكسر كل القيود وحينها سيكون الوضع كارثي .

 في مجتمع لا ينسى ولا يحب المتفرد والمكتفى .. تجنبي خلق شخصية استهلاكية تابعة أنانية تريد كل شيء بأقل مجهود وهذا من سن صغير جدًا بدأ في الظهور .. لذا كما قلنا سابقا .

 ضعي أسس و ثوابت مع شريك حياتك لأن الطفل غالبا ما ينصاع للاب أو الجد و الجده في أعمار صغيرة ويحل محلهم شبكة الاصدقاء و المشاهير لاحقا .. حاولي متابعه طفلك لتري ما يسعده حقا .

 تابعي مع الطبيب ما يخص صحته و تطوره و مع المعلمة أو المؤسسة التي يذهب لها حضانة مدرسة نادي تابعي مع المتخصصين نموه الاجتماعي و علاقاته و شكل شخصيته و تفضيلاته .

 و فعلي دور الأب بشده لخلق رابط قوي مع أبنائه و احذري من نفسك لا تحققي أحلامك في طفلك أن لم تكون مناسبة و مرضية ليه .

لا تضغطي حياتك و امكانياتك لتحقيق المثالية لا يوجد مثالي فيما يتعلق بالتربية والنظريات متعددة و متجددة و ظروف الحياة متغيرة بشدة وخاصة مع جيل الكورونا و الصعوبات التي يواجهها و توابعها لاحقا صحيا و اجتماعيًا و دراسيًا .

تاكدي أن كونك أم سعيدة وفي علاقة صحية سيكون أهم ما يمكنك اعطائه لطفلك .

كوني أم أمينة تعطي طفلك ما يحتاجه حتى لو لم يعلم بضرورته كدواء و منع اغذيه غير صحيه و لكن من جهه اخر افسديه حبا و دلال بكل طاقتك باللعب و توجيه طاقته لحب ما يفيده لاحقا و كوني مرنه اي رياضه هي مناسبه اي طعام جيد مادام صحي و مناسب و هكذا سيعلم ان له حريه ولكن محكومه بضوابط بحددها الاب و الام و الدين يدور بحريه و سعاده ولكن داخل اطار محدد .

 دمتى أُم سعيده