يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والغريبة التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ومن بين هذه المواقف ما روته الفنانة فاتن حمامة والتى أشارت إلى أنها عندما تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار كانت تقيم فى شارع الأنتكخانة، وفى هذا المنزل كانت تقيم أسرة مكونة من زوج وزوج وولدين أكبرهما لا يتجاوز السبع سنوات، مضيفة أنه فجأة أصيب جارهم والد الطفلين بانهيار عصبى فتحولت حياة الأسرة الهادئة إلى جحيم.
وأوضحت إلى أن الرجل كان يعتدى على زوجته وأولاده دائمًا ولم يكن أحد من القاطنين بالعمارة يجرؤ على أن يتدخل لمنع اعتداء الرجل على أفراد أسرته خشية أن يصاب منه بأذى، ولكن ذات يوم ساءت حالة الرجل وحاول أن يلقى نفسه من الدور السابع وحاولت زوجته منعه، وكان جزاؤها أن أشهر الزوج عليها وعلى أولاده مسدسًا محاولاً قتلهم، فأسرعت الزوجة مع ولديها للإحتماء بإحدى الغرف وهو ما دفع الزوج للتهديد بحرق المنزل كله إذا لم تخرج زوجته وولديه ليقتلهم جميعًا.
وتابعت فاتن حمامة أن السكان سارعوا بإبلاغ الشرطة، بينما ظل الرجل يطلق الرصاص على أثاث المنزل، وفى هذه اللحظة دخلت فاتن إلى الشقة فى محاولة لإنقاذ الأم والطفلين ففوجئت بالرجل أمامها وذهبت لتتحدث إليه وهو يصوب المسدس نحوها، وما أن شرد الرجل قليلاً حتى انتهزتها فرصة وقذفت يده بقطعة أثاث فسقط المسدس من يده فالتقطته وصوبته نحوه وهددته بإطلاق الرصاص عليه، فتحول الرجل إلى حالة من الضعف والبكاء وتجمع الجيران وأنقذوا الزوجة والأولاد واقتادوا الرجل إلى مستشفى الأمراض العقلية، مشيرة إلي أنها كلما تذكرت هذا الموقف اندهشت من تصرفها الذى كاد أن يكلفها حياتها، مؤكدة إلى أنها تصرفت وكأن قوة خفية دفعتها دفعًا لإنقاذ الأم والأطفال.
ولدت فاتن حمامة في ٢٧ مايو عام ١٩٣١ في حي عابدين بالقاهرة وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم، بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" ١٩٤٠، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد أربع سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" ومع فيلمها الثالث "دنيا" ١٩٦٤ استطاعت تكوين موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل .
وفي عام ١٩٤٩ أصبحت نجمة شباك من الدرجة الأولى عندما قامت بتمثيل فيلم "ست البيت" أمام عماد حمدي، الفيلم الذي حقق وقتها أرباح عالية.
وفي فترة الخمسينات التي تعتبر العصر الذهبي للسينما أو فترة الأفلام الواقعية والتي كان رائدها المخرج العبقري صلاح أبو سيف الذي لقب بمخرج الواقعية كانت نقطة تحول في حياة سيدة الشاشة، حيث قامت بأداء الكثير من الأدوار كان أهمها فيلم "دعاء الكروان" عام ١٩٥٩، قصة الأديب طه حسين.
خلال مشوارها الفني قدمت فاتن في أفلامها كثير من القضايا في المجتمع مثل فيلم "أفواه وأرانب" الذي قدمت فيه قضية تنظيم النسل، وفيلم "أريد حلًا" الذي كان سبب في تغير قانون الأحوال الشخصية، هذا بالإضافة إلي فيلم "إمبراطورية ميم" الذي قدم تحية شكر وتقدير للأم المصرية.
أما عن حياتها الشخصية فتزوجت فاتن حمامة للمرة الأولى وهي في سن صغير جدًا من المخرج عز الدين ذو الفقار في عام ١٩٧٤، وكان عمرها وقتها ١٦ عامًا، أنجبت منه ابنتها نادية ذو الفقار، التي قامت معها بتجسيد دور نجلتها في فيلم "موعد مع السعادة" وكانت ترفض دائمًا فاتن حمامة أن تعمل نجلتها بالتمثيل وهي صغيرة حتى لا تجعل منها الشهرة فتاة مغرورة.
وبعد قصة حب طويلة تزوجت فاتن حمامة من عمر الشريف ولكن أنفصلت عنه بعدما أنطلق لورانس العرب للعمل في السينما الأمريكية بعدة سنوات لرفضها ترك القاهرة، وفي إحدى الأيام ذهبت فاتن لإجراء أشعة تلفزيونية عند طبيب الأشعة محمد عبدالوهاب الذي كان طبيب ناجح في عمله في هذا الوقت، احبته فاتن وتزوجت منه عام ١٩٧٥ وعاشا معًا حياة هادئة إلى أن توفت فاتن حمامة في ١٧ يناير ٢٠١٥.