يُعد سرطان الأمعاء، المعروف أيضاً بسرطان القولون والمستقيم، واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، ويمثل تهديدًا صحيًا متزايدًا بسبب طبيعته الصامتة، إذ تتشابه أعراضه مع أمراض الجهاز الهضمي الشائعة، ما يجعل اكتشافه المبكر تحديًا كبيرًا، ويؤخر في كثير من الأحيان بدء العلاج.
ما هو سرطان الأمعاء؟
سرطان الأمعاء هو نمو غير طبيعي للخلايا في القولون أو المستقيم، يبدأ غالبًا بتكون زوائد لحمية (بوليب) في جدار الأمعاء، وقد تتحول بمرور الوقت إلى خلايا سرطانية خبيثة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُصنّف هذا النوع من السرطان كثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالميًا، وثاني سبب رئيسي للوفاة المرتبطة بالسرطان.
الأعراض الأكثر شيوعًا
رغم أن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر حسب موقع الورم ومرحلته، إلا أن هناك علامات تحذيرية يُنصح بعدم تجاهلها، أبرزها:
-
تغير مستمر في عادات الإخراج: مثل الإمساك أو الإسهال لأكثر من ثلاثة أسابيع.
-
وجود دم في البراز: سواء كان واضحًا أو خفيًا.
-
شعور دائم بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل بعد التبرز.
-
آلام وانتفاخات متكررة في البطن.
-
فقدان غير مبرر للوزن أو تعب مستمر وضعف عام.
-
فقر دم ناتج عن نقص الحديد، دون سبب واضح، قد يكون علامة على نزيف داخلي مزمن.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
يرتبط خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بعدة عوامل، تشمل:
-
العمر: معظم الحالات تُسجّل بعد سن الـ50.
-
التاريخ العائلي: وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالمرض.
-
أنماط الحياة: قلة النشاط البدني، تناول اللحوم المصنعة، انخفاض استهلاك الألياف، التدخين، والإفراط في تناول الكحول.
-
أمراض مزمنة: مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون.
نسب الإصابة والشفاء
تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل أكثر من 1.9 مليون حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم سنويًا حول العالم. أما نسب الشفاء، فتختلف باختلاف مرحلة اكتشاف المرض:
-
المرحلة الأولى: تتجاوز معدلات الشفاء 90%.
-
المرحلة الثانية والثالثة: تنخفض النسبة تدريجيًا لكنها لا تزال مرتفعة مع العلاج المناسب.
-
المرحلة الرابعة (المنتشرة): تتراوح معدلات البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات بين 10 إلى 15% فقط.
أهمية الكشف المبكر
يؤكد الخبراء أن الكشف المبكر هو حجر الأساس في مكافحة سرطان الأمعاء. وتوصي المنظمات الطبية العالمية ببدء الفحص الدوري في سن 45 عامًا باستخدام:
-
اختبار الدم الخفي في البراز (FOBT) مرة كل عام.
-
تنظير القولون كل 10 سنوات للأشخاص دون أعراض لكن لديهم تاريخ عائلي.
طرق العلاج
تختلف الخيارات العلاجية حسب مرحلة المرض وتشمل:
-
الجراحة: لاستئصال الورم والأنسجة المحيطة.
-
العلاج الكيميائي: للقضاء على الخلايا السرطانية المنتشرة.
-
العلاج الإشعاعي: غالبًا ما يُستخدم في حالات سرطان المستقيم.
-
العلاج المناعي والهادف: في بعض الحالات المتقدمة.
توصيات ونصائح وقائية
للوقاية من سرطان الأمعاء، ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي يشمل:
-
الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والألياف.
-
تقليل اللحوم الحمراء والمصنعة.
-
ممارسة الرياضة بانتظام.
-
الحفاظ على وزن صحي.
-
الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
-
إجراء الفحوصات الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ وراثي.