في ظل تزايد الاهتمام بالمشروبات الطبيعية والصحية، يبرز شاي النعناع كأحد أبرز الخيارات التي تجمع بين النكهة المنعشة والفوائد الصحية المتعددة. هذا المشروب العشبي الذي يعود استخدامه إلى قرون مضت، يُعتبر من الوسائل الفعّالة للتعامل مع عدد من المشكلات الصحية اليومية دون الحاجة إلى أدوية.
في التقرير التالي، نسلّط الضوء على الفوائد الصحية المؤكدة لشرب الشاي بالنعناع، ونكشف أسراره الطبية المدعومة بأبحاث وتجارب واقعية.
فوائد شرب الشاي بالنعناع
يحسن عملية الهضم ويخفف من مشاكل المعدة
يُعد شاي النعناع من أشهر المشروبات التي يُنصح بها بعد تناول الطعام، خاصة في حالات الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء. النعناع يحتوي على مركب “المنثول”، الذي يعمل على:
-
إرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، مما يسهل مرور الطعام ويمنع التقلصات.
-
تقليل الغازات والانتفاخات التي قد تحدث نتيجة اضطرابات القولون أو سوء الهضم.
-
تحفيز إفراز العصارات الصفراوية، وهو ما يُسهل هضم الدهون ويحسن امتصاص العناصر الغذائية.
ولهذا السبب، يُنصح بشرب كوب من شاي النعناع الدافئ بعد الوجبات الدسمة.
يهدئ الأعصاب ويخفف من القلق والتوتر
النعناع له خصائص مهدئة أثبتت فعاليتها في خفض مستويات التوتر والقلق. شرب الشاي بالنعناع بانتظام يساعد على:
-
تقليل إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
-
تحسين جودة النوم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق أو النوم المتقطع.
-
الشعور بالاسترخاء الجسدي والعقلي، مما يجعله مثالياً في نهاية يوم مرهق أو قبل النوم.
وقد أظهرت دراسات حديثة أن رائحة النعناع وحدها يمكن أن تُخفف التوتر وتُحسن المزاج.
يساهم في تخفيف الصداع وآلام الجسم
المنثول الموجود في النعناع له تأثير مسكن طبيعي، حيث يساعد في:
-
توسيع الأوعية الدموية، ما يُقلل من التوتر العضلي المسبب للصداع.
-
تقليل ألم الجيوب الأنفية بفضل خصائصه المضادة للاحتقان.
-
تسكين الآلام الخفيفة مثل آلام الدورة الشهرية وآلام العضلات.
يمكن تعزيز التأثير العلاجي باستخدام بخار شاي النعناع للاستنشاق أو كمادات دافئة على الجبين.
يحارب رائحة الفم الكريهة ويعزز صحة الفم
يتميز النعناع بقدرته الطبيعية على تطهير الفم وقتل البكتيريا المسببة للروائح الكريهة، وذلك عبر:
-
مضادات البكتيريا الطبيعية التي تقاوم الميكروبات الضارة.
-
إنعاش النفس بفضل الزيوت الطيارة التي تمنح رائحة منعشة تدوم.
-
تحسين صحة اللثة وتقليل الالتهابات الفموية.
ولهذا، يُنصح باستخدام شاي النعناع كغسول فم طبيعي في بعض الحالات.
يخفف من أعراض البرد والاحتقان
من أكثر الاستخدامات شيوعًا لشاي النعناع هو تخفيف أعراض نزلات البرد، حيث:
-
يساعد المنثول على فتح الممرات الهوائية وتسهيل التنفس.
-
يقلل من احتقان الأنف والصدر عند استنشاق البخار الصاعد من الكوب.
-
يهدئ التهابات الحلق ويقلل الكحة، خاصة عند مزجه بالعسل الطبيعي.
يُعتبر الشاي المثالي في فصل الشتاء أو عند الإصابة بأعراض الأنفلونزا.
يعزز التركيز ويزيد من اليقظة الذهنية
تشير أبحاث إلى أن النعناع يمكن أن يكون محفزًا للدماغ، حيث:
-
يحسن من مستوى التركيز والانتباه بفضل تأثيره المنبه الخفيف.
-
يعزز القدرة المعرفية وردود الفعل العقلية.
-
يُقلل من الشعور بالإجهاد الذهني، ما يجعله مفيدًا خلال فترات العمل أو المذاكرة.
يفضل شربه صباحاً أو أثناء المهام الذهنية الطويلة.
يحسّن صحة الجلد ويقاوم الالتهابات
النعناع يحتوي على مضادات أكسدة قوية ومركبات مضادة للالتهابات تساعد في:
-
تنقية البشرة من الشوائب.
-
تقليل التهابات الجلد مثل حب الشباب والاحمرار.
-
مكافحة تأثيرات الجذور الحرة التي تُسرّع من شيخوخة الجلد.
طريقة التحضير المثالية
للحصول على أفضل نتيجة من شاي النعناع، يُفضل اتباع الخطوات التالية:
-
اغلي كوبًا من الماء.
-
أضف 5-7 أوراق نعناع طازجة أو ملعقة صغيرة من النعناع المجفف.
-
غطّ الكوب لمدة 5-10 دقائق حتى تخرج الزيوت الطيّارة.
-
يمكن إضافة ملعقة عسل أو شريحة ليمون حسب الرغبة.
تنبيهات هامة
رغم فوائده، إلا أن هناك بعض التحذيرات التي يجب أخذها في الاعتبار:
-
قد لا يكون مناسبًا لمرضى الارتجاع المريئي لأنه يُسبب ارتخاء العضلة العاصرة بين المريء والمعدة.
-
يجب استشارة الطبيب قبل تناوله بكثرة لمرضى الكبد أو من يتناولون أدوية مهدئة.
-
لا يُنصح بإعطائه للأطفال دون سن 5 سنوات دون استشارة طبية.

