في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني، أعلنت طهران رفضها القاطع للقرار الذي مرره مجلس الأمن الدولي اليوم والمتعلق بإعادة فرض العقوبات عليها.
الموقف الإيراني
قال مندوب إيران في مجلس الأمن الدولي: “نرفض رفضًا تامًا الإخطار المتعلق بإعادة تفعيل العقوبات علينا في 28 سبتمبر الجاري، وأي محاولة من قبل دول الترويكا الثلاث بمثابة اعتداء مباشر على القانون الدولي.”
وشددت طهران على أن برنامجها النووي سيبقى في الإطار السلمي، مؤكدة أن المجلس “أضاع فرصة للحوار والتفاهم” بإصداره هذا القرار.
التصويت داخل مجلس الأمن
شهدت جلسة التصويت انقسامًا واضحًا بين الأعضاء الخمسة عشر، حيث جاءت النتائج على النحو التالي:
-
روسيا، الصين، باكستان، الجزائر: صوتت لصالح مشروع القرار.
-
تسعة أعضاء: صوتوا ضد القرار.
-
عضوان: امتنعوا عن التصويت.
ردود الفعل الدولية
من جانبه، أكد مندوب روسيا في المجلس أن “تحرك الترويكا لفرض العقوبات على إيران لا أساس قانوني له”، بينما أوضح مندوب فرنسا أن بلاده ملتزمة بالمسار الدبلوماسي لمعالجة الملف النووي الإيراني، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير قادرة على تحديد مصير اليورانيوم المخصب بنسبة 60% داخل إيران.
آلية الزناد.. خلفية الأزمة
ويعود هذا القرار إلى تحرك قادته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”، حيث أطلقت في 28 أغسطس الماضي آلية مدتها 30 يومًا لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.
وتستند الترويكا في تحركها إلى ما يُعرف بـ “آلية الزناد” المنصوص عليها في اتفاق عام 2015 النووي، والتي تتيح إعادة فرض العقوبات بشكل تلقائي في حال عدم التزام إيران ببنود الاتفاق.
الاتفاق النووي وعودة الأزمة
كان الاتفاق النووي قد وُقع عام 2015 بين إيران والقوى الدولية الكبرى، بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. غير أن الولايات المتحدة انسحبت منه بشكل أحادي عام 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران، ما دفع الأخيرة إلى تقليص التزاماتها تدريجيًا، وصولًا إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة.
مستقبل المفاوضات
مع تفعيل “آلية الزناد” وتصاعد الخلافات داخل مجلس الأمن، يبدو أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات باتت معقدة، وسط تمسك طهران بموقفها، وإصرار الترويكا الأوروبية على فرض عقوبات جديدة، في حين تدعو قوى أخرى إلى التهدئة وإحياء المسار الدبلوماسي.

