أفاد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، بأن الجيش الأمريكي قد انتشر بالشكل الملائم في منطقة الشرق الأوسط، تحسباً لأي طارئ قد يطرأ على الساحة الإقليمية. وشدد هيجسيث على التزام بلاده الكامل بتهيئة بيئة مواتية لتحقيق الاستقرار والسلام، مبرزاً أن الولايات المتحدة تتخذ كافة الإجراءات الضرورية لقطع الطريق أمام إيران في محاولاتها التوصل إلى تطوير أسلحة نووية.
وفي تصريحاته الأخيرة، أوضح الوزير الأمريكي أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تواصل العمل على إيجاد حل سلمي يشمل إتاحة جميع الفرص الممكنة لإيران من أجل الحوار والتفاوض، مشيراً إلى أن القنوات الدبلوماسية مع طهران لا تزال مفتوحة، وأن المساعي الأمريكية تتركز على دفع الطرف الإيراني للانخراط في مسار الحلول السلمية دون اللجوء إلى التصعيد العسكري.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع إعلان البحرية الأمريكية يوم أمس عن رفع مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى في قاعدتها العسكرية المقامة في البحرين، في مؤشر على ارتفاع حدة التوترات الأمنية في المنطقة. وقد أكد مسؤول عسكري أمريكي لوكالة رويترز أن السلطات العسكرية منحت أفراد القوات الأمريكية المتواجدين في البحرين الحق في مغادرة القاعدة بشكل مؤقت، وذلك كإجراء احترازي في ظل تصاعد المخاطر وتحسباً لأي تطور عسكري مفاجئ.
وتشير هذه التطورات إلى أن واشنطن تراقب عن كثب التحركات الإيرانية في المنطقة وتسعى إلى إبقاء كافة الخيارات متاحة أمامها، بما فيها الخيارات العسكرية، لكنها في ذات الوقت تفضل إعطاء الدبلوماسية مساحة أوسع وهي تمتنع عن اتخاذ إجراءات متسرعة قد تؤدي إلى اندلاع مواجهات مباشرة. كما يأتي هذا التشديد في الإجراءات الوقائية بالتوازي مع مساعي دولية وإقليمية للحد من تصعيد التوترات وضمان عدم تحول الوضع الراهن إلى مواجهة شاملة قد تعصف باستقرار المنطقة.
هذا، وتتابع الأجهزة الأمنية والعسكرية الأمريكية عن كثب جميع المؤشرات المتعلقة بالتهديدات المحتملة، وتستمر في تنظيم قدراتها الدفاعية بشكل يضمن حماية مصالحها وحلفائها في الخليج العربي وبقية مناطق النفوذ الحيوي الأمريكي. إلى ذلك، شددت وزارة الدفاع الأمريكية على جاهزية قواتها لأي تحديات قد تبرز في الفترة المقبلة، مؤكدة أن هدفها الأساسي يظل الحفاظ على الأمن الإقليمي ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار يمكن أن تصدر عن إيران أو غيرها من الأطراف.
في سياق متصل، لفت مراقبون إلى أن استمرار الحوار مع إيران يواكب استعدادات عسكرية واضحة، في ظل سياسة أمريكية تقوم على المزج بين الضغوط السياسية والدفاعية لضمان الوصول إلى اتفاقات تمنع الانتشار النووي وتعزز فرص السلام. وبينما تظل المنطقة في حالة ترقب، يبقى الخيار الأمريكي متمثلاً في إعطاء الدبلوماسية الأولوية، مع إبقاء جميع السيناريوهات الأخرى قيد الدراسة والتنفيذ، بحسب تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية.